اقتربت المواجهة!.. ميليشيا قسد تتمسك بالحل العسكري|| إمكانياتها وخياراتها. تحليل وتوقعات المنطقة
بعد صد ورد ومحاولات ميليشيا قسد اتهام الفصائل المُسيطرة على معدان ومحيطها شرق الرقة بالدواعش وذلك على غرار سياسة نظام الأسد المخلوع في وصف مناهضيه بات التهديد للوجود القسدي أكثر خطورة من ذي قبل، لاسيما مع ارتفاع وتيرة الانشقاقات عن صفوفها وبشكل كبير جداً خصوصاً من المقاتلين العرب واقتراب انتهاء المهلة الممنوحة من قبل إدارة العمليات العسكرية “الحكومية” بترك السلاح وتسليم المنطقة لتكون سوريا موحّدةً وبعيدةً عن التقسيم الذي تسعى إليه الميليشيات الانفصالية حتى اليوم على أقل تقدير.
من جانب آخر، أصدرت ميليشيا وحدات الحماية الكردية (الذراع العسكري لقسد) بياناً دعت فيه للنفير وحمل السلاح في مدينة عين العرب لتقول صراحةً بأنها مُتمسّكة بالحل العسكري، وأنها لن تنصاع للدعوات لها بالانسحاب بشكل هادئ مُدعيةً عدم التزام الفصائل بالهدنة التي دعت إليها واشنطن والتي تنتهي نهاية الأسبوع.
وعلى الرغم من حرص الإدارة السورية الجديدة بعد إسقاط نظام الأسد إلى إرسال تطمينات للأكراد ودعوتهم للانسحاب من المناطق التي يسيطرون عليها في شمال وشرق سوريا والانضواء تحت لواء الحكومة الجديدة حقنا للدماء غير أن تعنّت الميليشيات وارتكابها العديد من الممارسات بحق أهالي المناطق التي تسيطر عليها كقوة أمر واقع يشير إلى محاولاتها ممارسة الضغط على الحكومة الجديدة لتحصيل مكاسب منها الاعتراف بها كقوة في سوريا وذلك مرفوض من قبل الشعب السوري قبل القوات التي أسقطت نظام البعث البائد خصوصاً مع تأكيد حكومة تسيير الأعمال على الوحدة السورية أرضاً وشعباً.
لماذا تتمسك الميليشيات الانفصالية بخيار القتال حتى آخر رمق؟
مع سقوط نظام الأسد تكشف الغطاء عن الكثير من الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري الثائر ما أثار موجة غضب وحالة من السخط الدولي ما يُعزز استجابة للمطالب الشعبية في محاسبة المجرمين وتسليمهم للعدالة. كما أن سقوط الأسد وانتصار الثورة السورية نسف أحلام الميليشيات الانفصالية بتحقيق دولتهم المنشودة التي بنيت على أنقاض داعش وضمن شماعتها.
يقول ناشطون من أبناء الشرق السوري بأن استهلاك رواية داعش التي اعتقلت قسد المئات من أبناء مناطقهم تحت ذريعة تلك الشماعة لن تُجدي ولن تحمي الميليشيا من الانهيار والطرد، وإن اضطُر أبناء المنطقة “مُكرهين” للمواجهة وذلك خيارٌ أكثر احتمالاً مع تمسك قسد بالمنطقة وفرض نفسها كقوة احتلال.
احتمالات المواجهة والقدرات
الوقائع تشير -في حال حصلت مواجهات عسكرية- إلى أن غالبية المناطق ستهوي تلقائياً بيد أبنائها دون معارك محتدمة لاسيما مع ازدياد موجة الانشقاقات عن صفوف ميليشيا قسد، غير أن احتدام المعارك “وفق محللين” سيكون حاضراً ربما في مناطق استراتيجية، وهنا نشير إلى عين العرب كأبرزها من حيث موقعها الذي يعتبر خط دفاعي ونقطة وصل مع شمال غرب سوريا إضافة لحساسيتها لدى ميليشيات الوحدات
قسد قامت بتجهيز المنطقة وتهيئتها لمعارك طويلة تعتمد فيها على خبرات أجنبية مستجلبة من جبال قنديل
كما وتعتمد قسد على العناصر المجندين “بالإجبار” وهؤلاء يتم زجهم في الخطوط الأولى وعلى جبهات إشغال وليست رئيسية وهؤلاء جلهم من المكون العربي ممن ليسوا محط ثقة لقسد
خلال الأعوام الماضية -“منذ أن فرضت قسد كقوة أمر واقع”- عمدت على تجهيز أنفاق تربطها بعمق مناطق نفوذها -إلى مناطق تعتبر “مركزية” ميليشيا قسد- كما أن من الممكن اعتبار مناطق نفوذ تلك الميليشيا عائمة على شبكات أنفاق “منها سرّية” عملت عليها خلال سنوات مشابهة للأنفاق التي اكتشفت بعد تحرير تل رفعت ومنبج بل وأكثر تعقيداً وفق مصادر لشبكة الشرقية٢٤ افي محيط مدينة القامشلي وشمال الحسكة.
وهناك الكثير من التقارير الصحفية كشفت عن ذلك.
الجدير بالذكر بأن صوت العقل والمصلحة الوطنية يقول بأن الكُرد هم أحد المكونات السورية، ومن حقه تحديد مصيره كجزء من الشعب السوري الذي بات حُراً اليوم، وهو ليس بحاجة إلى وصاية من ميليشيا او حزب يتسلط عليه ويدّعي تمثيله وحمايته كما أن المناطق التي تقبع لتسلط قسد هي ذات غالبية عربية ولا يوجد أي مُبرر لبقائها سوى مصالحها المتناقضة مع مصلحة الشعب السوري.