مقالات

الأسد السفّاح هتلر سوريا.. كيف تطورت مراحل الهولوكوست السوري؟

الأسد السفّاح هتلر سوريا

لا جديد في التسريبات التي توثق نهج نظام الأسد في إبادة السوريين المعارضين له، إلا أنها تراكم للملفات الدالة بلغة محكمة الجنايات الدولية على ارتكاب ضباط وعناصر الأسد بأوامر منه جرائم ضد الإنسانية.

وهذه المرة لمعتقلين سوريين لم يشف غليل سجانيهم أنهم ماتوا تحت التعذيب، بل جرهم حقدهم للتمثيل بهم، في واحدة من أبشع الانتهاكات التي يتحرك لها العالم أجمع لو أنها خرجت من بقعة غير سوريا.

وحدها “صور قيصر” والموثقة لقتل آلاف المعتقلين تحت التعذيب في سجون مخابرات الأسد الأمنية، أفزعت العالم، والتي لولا شجاعة العسكري السوري السابق وانشقاقه عن النظام لبقيت قصص التعذيب الموصلة للموت وأساليبه وطرقه ضرباً من الخيال، ليأتي نصف الإنصاف بإعلان الولايات المتحدة إقرار قانون عقوبات حمل اسم “قيصر” وتطبقه منذ الـ 17 يونيو/حزيران 2020، ويقول مشرعوه أنه صمم خصيصا لمعاقبة الداعمين والمتعاملين مع الأسد بما يفضي لتفكيك الدولة الأمنية في سوريا.

الهولوكوست السوري

لكن ما شكل صدمة للأوساط السورية هو ظهور دليل جديد على مدى إجرام الأسد بحق معتقلين أبرياء تمثل بإقدام ضباط وعناصر من مخابرات الأسد على حرق جثامين معتقلين بعد رميهم في حفرة وسكب عليهم مادة البنزين وإضرام النيران فيهم ودفنهم بمقبرة جماعية على أطراف العاصمة دمشق.

المشهد الموثق في الفيديو والذي تفردت جريدة “زمان الوصل” في نشره على وسائل التواصل الاجتماعي، أثار ضجة واسعة لدرجة أنه وصف بـ الهولوكوست على غرار ما جرى خلال الحرب العالمية الثانية من إبادات جماعية بشعة.

لقد شهد السوريون على مدى عشر سنوات منذ اندلاع الثورة السورية بوجه حكم آل الأسد في 18 آذار 2011، مواجهة النظام لهم بكل أدوات القتل المعروفة والتي لا تخطر على بال أحد أو المستنسخة من حقب سابقة.

لكن ما يبق حالة العجب سائدة لدى السوريين هو مواصلة العالم أجمع لصمته أمام هذه المشاهد الإجرامية، والاستمرار بالاعتراف ببشار الأسد ونظامه رغم كل الجرائم الموثقة التي يرتكبها بحق السوريين.

بداية الإجرام

وإذا ما أردنا أن نفرد مساحة لسرد الوقائع التي أثبتت بالصور والفيديو ممارسات عناصر الأسد لجرائم بشعة بحق المدنيين السوريين لما وسع المجال، لكننا سنسرد أشهر الحوادث البشعة.

منذ بداية صرخات الثوار في الـ 18 من آذار 2011 كان رصاص الأمن أول البداية للهولوكوست السوري بمقتل شابين من درعا خلال مظاهرة سليمة، لتدخل الثورة في مرحلة مجابهة الرصاص بصدور عارية قتل على إثرها المئات في مختلف المدن السورية.

ثم استخدمت أجهزة الأمن العصي والهروات لضرب المتظاهرين واعتقال الآلاف منهم وزجهم في المعتقلات، لتخرج التسريبات عن جلب نظام الأسد محارق جثث بشرية مطلع عام 2012 وإدخالها إلى سوريا من إيران عبر ميناء اللاذقية بهدف التخلص من جثث المعتقلين.

كما أكدت منظمة العفو الدولية في شباط 2017 أن نظام الأسد قام بإعدامات جماعية سرية شنقاً بحق 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا بريف دمشق وغالبيتهم من المدنيين المعارضين

ونشر الخارجية الأمريكية صورة ملتقطة بالأقمار الصناعية، تظهر موقع الأفران التي يحرق فيها الأسد جثث المعتقلين في سجن صيدنايا، وتعود لتاريخ 18 أبريل/نيسان 2017.

إن استخدام نظام الأسد الطيران الحربي في دك المدن كان العلامة الفارقة في الهولوكوست السوري، ليتطور الأمر لاختراع البراميل المتفجرة ورميها على الأحياء السكنية، إضافة إلى ضرب المدنيين بالكيماوي.

توثيق الحوادث الهمجية لم تقف عن دخول الشبيحة للأحياء الثائرة في الأعوام الأولى للثورة وذبح المدنيين ذبح النعاج وأشهرها مذبحة الحولة بحمص حينما قاد هؤلاء الشبيحة في 25 مايو 2012عائلات بأكملها إلى غرف ويقتلوهم بدم بارد، هذا عدا عن تعرية المدنيين وسحلهم وضربهم حتى الموت كما أثبتت عشرات المقاطع وأشهرها مقطع الرجل الحلبي عام 2013 الذي سحلوه عناصر الأسد في الشارع وشتموا زوجته بأقذع الألفاظ لتمسك الرجل بكرامته ويرفض شتائمهم مردداً “مرتي روحي” قبل أن يقتلوه بدم بارد.

ولم يقتصر ذلك على هذه المشاهد بل توالت الأيام وأظهرت مدى حجم الحقد الدفين لنظام الأسد على الأحياء والأموات، وخاصة حينما قام عناصر الأسد بنبش القبور وحرقها في ريف إدلب وحلب عام 2020.

وإلى اليوم ما تزال الأيام حبلى وتزودنا بكل جديد عن إجرام الأسد وجلادوه بحق شعب أعزل ترك وحيداً يذبح بدم بارد دون أن يتحرك ضمير العالم وينتفض لهذه المشاهد “الوحشية”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى