صحافة

الأوبزرفر: إيران الرابح الحقيقي من سقوط حلب

اعتبرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية أن سقوط حلب في يد النظام السوري مؤشراً على تصاعد النفوذ الروسي، لكن الرابح الحقيقي هو ايران.
وقالت الصحيفة إنّ مساهمة ايران في سقوط حلب كان لفرض أجندتها الخاصة أكثر منه إعادة ترسيخ سيادة الدولة السورية على ثاني أكبر مدن البلاد، وأضافت أن الهدنة التي أعقبت سقوط المدينة لإجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة شكلت “ذروة” التدخل الروسي في حلب، وهي لحظة يمكن أن تنتهزها موسكو لفرض نفسها صانعاً للسلام كواقع جديد.

وبالنسبة لطهران، فإن السماح لما تبقى من المدنيين ومقاتلي المعارضة بالمغادرة يُعد خسارة محتملة للنفوذ في الوقت ذاته الذي بدأ النفوذ الإيراني في ساحة الحرب يحجب نفوذ روسيا.
وأردفت الصحيفة قائلة إن القوة الجوية الروسية لم تعد ذات أهمية كبيرة الآن وبات الحرس الثوري الإيراني الأكثر تاثيراً، وإن النصر الذي تحقق في حلب يهم الطرفين كثيرا، وما إن ينقشع الغبار أخيرا في المدينة فستكتسب الأمور أهمية أكبر لدى إيران.
ومضت الأوبزرفر إلى القول إن حلب هي “مفترق طرق” في المشروع الإيراني لإقامة ممر بري إلى ساحل البحر المتوسط ومن المرجح كذلك أن تكون مركزاً جديداً في مخطط طهران الجيو سياسي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول لبناني بارز -لم تذكر اسمه- القول إن “الإيرانيين لا يريدون أي سني بين دمشق والحدود اللبنانية، هناك خطة واضحة تماما لتغيير النسيج الطائفي على الحدود”.
وفي داريا حيث استسلمت المعارضة هناك في أغسطس/آب، وما إن قبلت ترحيلها إلى إدلب حتى حلت مكانها ثلاثمئة عائلة شيعية، وإلى الغرب من البلدة قرب مرقد السيدة زينب، اشترت إيران عددا مقدرا من العقارات ورعت نقل عائلات شيعية إلى هناك بهدف تأمين المنطقة لتكون بمثابة “رأس جسر” أو موقع متقدم قبل الزبداني.
وخلصت الأوبزرفر في تحليلها إلى أن أهداف روسيا باتت معنية بالسياسة الواقعية أكثر منها أيديلوجية الطابع، فرئيسها “بوتن” له مصلحة متجددة في المنطقة على حساب الولايات المتحدة الامريكية التي يرى أنها تخلت تحت إدارة أوباما عن دورها الذي امتد لعقود من الزمن، والذي لا يبدي الرئيس الجديد ترامب كبير اهتمام باسترداده.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى