دير الزورمدينة البوكمال

البوكمال|| معارك مستمرّة لانتزاع المدينة، وداعش لازالت تحكم سيطرتها

تستمر الاشتباكات بين عناصر داعش من جهة وميليشيا جيش النظام ومن يسانده من الميليشيات اللبنانية من جهة أخرى في بادية البوكمال في محاولة من الأخيرة الوصول إلى المدينة عبر ذلك المحور، لاسيما بعد أن تراجعت ميليشيا النجباء والحشد الطائفي بعد توغلهم في الأراضي السورية وتمركزوا في نقاط متقدمة من معبر القائم من جهة الأراضي السورية بالإضافة لنقاط في محيط ناحية الهري التابعة إدارياً لمدينة البوكمال.
يأتي ذلك بعد أن أعلنت القوات العراقية مدعومة بميليشيات الحشد سيطرتها على معبر ومدينة القائم الحدودية العراقية قبل أسبوع، حيث قامت الميليشيات بالدخول فعلاً إلى مناطق شرق البوكمال ومنها الهري والسويعية والباغوز دارت على إثرها اشتباكات عنيفة بينها وبين عناصر داعش الذين اجبروا الحشد على التراجع إلى الحدود العراقية، ليبدأ بعدها إستهداف القرى الحدودية براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.
وعلى الرغم من أن المعارك الجارية في بادية البوكمال بين النظام وداعش هي أشبه بمعارك الاستنزاف وسط استماتة من قبل عناصر داعش لمنع القوات المهاجمة من التقدم نحو البوكمال، مع شن عدة هجمات ارتدادية بالاضافة للكمائن التي تهدف لاستدراج الميليشيات وايقاعهم في حقول ألغام، كما حدث خلال استرجاع المناطق التي تقدم إليها الحشد والنجباء منذ أيام والتي أوقعت فيها عشرات القتلى من الميليشيات في حقول ألغام بمحيط المدينة.
ومن الملاحظ أكثر من خلال عمليات داعش التي شنّت هجوماً أجبرت فيه الميليشيات المتقدمة من محور الأراضي العراقية بالتراجع بالتوازي مع هجوم آخر منع تقدم ميليشيا نظام الأسد ومن معها، يهدف لمنع التقاء تلك القوات الأمر الذي دعا ميليشيا نظام الأسد بتغيير محور تقدمها إلى الشمال من جهة بادية منطقة الميادين بعد أن كان خط سيرها من البادية جهة المحطة الثانية T2 ..
و في خضم المعارك التي تدور رحاها على المدنيين تتعرض مدينة البوكمال وبشكل خاص قراها الحدودية مع العراق (كالباغوز والسويعية والهري) لقصف مدفعي بعشرات القذائف من الأراضي العراقية ولقصف جوي روسي مكثّف أسفر خلال اليومين الماضيين عن استشهاد وجرح العشرات من المدنيين، حيث يروي الأهالي في القرى والبلدات القريبة من ضفة نهر الفرات “الجزيرة” مشاهداتهم أسراب الطائرات الروسية التي تحلق بشكل مستمر وتستهدف المعابر المائية، متسببة بمجازر وقعت بحق المدنيين كان آخرها مجزرة في قرية السكرية جراء استهداف مخيماً للنازحين من جهة ضفّة النهر راح ضحيتها أكثر من 26 مدنياً، فيما بلغت حصيلة شهداء مدينة البوكمال وريفها خلال 72 ساعة الماضية أكثر من 60 شهيد معظمهم نازحين من الريف الشرقي، بالإضافة للدمار الهائل في البنية حيث تسبب القصف على مدينة البوكمال بدمار قدّر الأهالي نسبته بأكثر من 60% من بنيتها حتى الآن، ولازالت تتعرض يومياً لعشرات الغارات والقذائف…
الجدير بالذكر بأن وسائل إعلام النظام وكذلك البيان الذي إدّعى فيه الناطق باسم جيش النظام وقواته المسلحة سيطرتهم على البوكمال منذ أيام جاءت على شكل خطوة استباقية للمجريات وفقاعة إعلامية في اسلوبٍ شبيه لما اتبعه بالسيطر على مناطق واسعة من ريف دير الزور الشرقي دون قتال يذكر غير أنه لم ينجح في هذه المرة فيبدو أن المعطيات قد تختلف في معقل داعش الأخير في سوريا.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى