دير الزور

النصر الاعلامي “بدير الزور” الوقود المفقود الذي تحتاجه آلية تنظيم الدولة

انتزع مقاتلو تنظيم الدولة مطلع أيار/ مايو الفائت على نقاط مهمة بالقرب من مدخل مدينة دير الزور الجنوبي والتي تعد البوابة الأوسع لأحياء سيطرة نظام الأسد، وبعد تصوير مقاتلي التنظيم لجثث عناصر الجيش وما اغتنموه منهم وإلقاء بعض البيانات التصويرية تعاود قوات الاسد الكرة وتستعيد ما خسرته على الرغم من اعتماد تلك القوات بشكل كبير على الميليشيات المساندة لها كجيش العشائر الموالي لها وميليشيا الدفاع الوطني التي تعتمد على المتطوعين والمعتقلين بالإجبار على حواجزها كمكون أساسي لمقاتليها.

اللافت في الأمر هو أن جميع معارك التنظيم أو ما يسميها غزوات بحسب وصفهم وخصوصا في محافظة دير الزور سيما الأخيرة منها لم يحرز التنظيم أي انجاز مقنع اعلاميا ولا حتى نصر في نفوس عناصره، سواء كانوا من الأنصار “سوريون” أو من جنسيات أخرى “مهاجرين”.

ما أحدث شرخ واضحا وحالة من عدم القبول والرضا عن تنظيمهم الذي غرروا بقوته التي لا تقهر وبسلسلة من الانكسارات في الآونة الاخيرة.

واتجه محللون وخبراء مطلعون لوصف تلك العمليات بالزائفة وماهي الا مسرحيات من شأنها كسب شيء من رفع للمعنويات بالنسبة للعناصر المتململين كقاسم مشترك بين التنظيم والنظام على حد سواء مبني على تفاهمات ليست ببعيدة كما حدث في تدمر كأقرب مثال.

على الرغم من اتساع مسرح العمليات ان صح التعبير فالأسلوب بات غير مقنع حتى بالنسبة للمدنيين الذين يعتبرون خزان الضحايا من سكان محافظة دير الزور التي شهدت وتشهد يوميا الكثير من تلك الوقائع من تقدم وسيطرة للتنظيم ثم استعادة قوات النظام لما خسرته ثم تقدم ثم استعادة، بالرغم من حالة الضعف التي يعشها النظام الذي لم يعد يسيطر على مساحة كبيرة من المحافظة والتي خسر جميع مدن وبلدات الريف اضافة الى معظم أحياء مدينة دير الزور أمام فصائل الجيش الحر قبل أن يسيطر تنظيم الدولة عليها.

الجدير بالذكر أن تنظيم الدولة الذي كان يملك قوة لا يستهان بها أظهرها في معاركه أمام فصائل الجيش الحر لم يحرز في محافظة دير الزور تقدما ملموسا على حساب قوات النظام طوال عاميه المنصرمين كما كان يردد ويتعهد ويتوعد سوى سيطرته على أحياء معدودة كالبغيلية والجفرة وأجزاء من حي الصناعة, يبدو أن قوات النظام لا تعد لها أهمية حيث لم تبدي مقاومتها ودفاعها المستميت كما تدعي في تلك الأحياء كما تفعل في الآونة الأخيرة.

فالتنظيم يسعى جاهدا لتحقيق نصر اعلامي ليتابع مسيرة اصداراته التي يتباهى بها على خصومه وتظهر مدى قوة وصلابة مقاتلي التنظيم بهدف شحذ همم من ضعفت عزائمهم وملئ سجلات معسكراته التي تعتبر العمود الأمتن لمعاركه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى